من الصعب تصديق ذلك حتى الآن، ولكن كان هناك وقت كانت فيه فكرة لعبة Metroid من منظور الشخص الأول تبدو مبهمة وغير مفهومة. قبل إصدار Metroid Prime في عام 2002، كانت السلسلة مقتصرة على عالم ثنائي الأبعاد، مع بيئات معقدة مليئة بالأسرار والمعدات المخفية التي عززت قدراتك وإمكانياتك القتالية أثناء التجول والاستكشاف. إن فكرة Retro Studios وهو فريق أستوديو ألعاب جديد تمامًا في ذلك الوقت، لم تتمكن من إعادة تصور السلسلة بنجاح في مساحة ثلاثية الأبعاد فحسب، بل تمكن أيضًا من تنفيذ منظور الشخص الأول، كانت الفكرة سخيفة بصراحة في البداية. ومع ذلك، قام الفريق بصياغته وأنجز ذلك بشكل مذهل، ولا يزال حتى يومنا هذا واحدا من أفضل ألعاب GameCube على الإطلاق.
::: مراجعة لعبة Metroid Prime Remastered :::
الآن، بعد مرور أكثر من 20 عامًا، تمت إعادة صياغة Metroid Prime لجهاز Nintendo Switch، وأثبت Retro Studios نفسه باعتباره واحدا من أكثر أستوديوهات التطوير موهبة في هذا المجال (على الرغم من أن الاستوديو حصل على مساعدة من طرف مطورين آخرين). يعد هذا تجديدًا مذهلاً من الأعلى إلى الأسفل، وعلى الرغم من وجود بعض الأخطاء الطفيفة هنا وهناك، إلا أننا نشعر بالثقة الكافية لنقول إنMetroid Prime Remastered هي تحفة رائعة وإضافة ضرورية للغاية لمكتبة Switch الخاصة بك.
مباشرة من القسم الافتتاحي وأنت تشاهد سفينة “Samus” وهي ترسو على فرقاطة “Space Pirate” المهجورة، فيتضح لك مقدار التفكير والجهد المبذول في تحديث صور اللعبة. من المؤكد أن لعبة Metroid Prime الأصلية لم تكن متراخية، وكنا نقول إنها قدمت أكثر من أساس متين للعمل من هنا، ولكن عند مقارنتها جنبًا إلى جنب، فإن الاختلافات مذهلة بكل بساطة. لقد تم إضفاء قدر كبير من الطلاء على كل شيء، بدءًا من البيئات ووصولاً إلى الأعداء وحتى “Samus” نفسها. يظل جوهر اللعبة الأصلية سليمًا تمامًا، ولهذا سيتم تجاهل إنتقادك لأن هذا كان إصدارًا جديدًا لـ Switch لعام 2023 وليس نسخة مُعاد تصميمها أو تحسينها من لعبة GameCube السابقة الذي مضى عليه عقدان من الزمن.
وتمتد الاختلافات إلى التفاصيل الصغيرة أيضًا، فعندما تدخل الأنفاق النارية في “Magmoor Caverns”، يمكنك رؤية ضباب “Samus” يمتلئ بكثافة، وعلى الرغم من أن هذا التأثير قد تم تخفيفه قليلًا عن التأثير الأصلي، فقد تم تضخيم التفاصيل الفعلية فيمكنك رؤية كل قطرة ماء صغيرة بتفاصيلها الأصلية. ليس هذا فحسب، بل تم إعطاء هطول الأمطار في العالم الافتتاحي لـ “Tallon IV” جرعته الخاصة من “TLC”: هنا، يمكنك رؤية قطرات المطر الفردية التي تضرب ذراع مدفع “Samus” في المقدمة، وإذا قمت بتوجيه مدفعك للأعلى، فسوف تتدفق قطرات المطر أسفل الغلاف المعدني،إنه شيء بسيط وكان بإمكان المطورين تجاوزه بسهولة لصالح الفاكهة المتدلية، ولكن الجهد الهائل الذي تم بذله لتحسين كل جانب من جوانب العناصر المرئية بذوق رفيع هو أمر محير للعقل.
ومع ذلك، لدينا بعض من الأمور التي لم تلق الرعاية الكافية الطفيفة. أولاً، ربما تكون قد رأيت أن أحد المطورين الأصليين أعرب عن عدم رضاه عن كيفية التعامل مع صور الباب في الإصدار الجديد، وعلينا أن نتفق معه هنا، فقد فقدت بالتأكيد بعض التفاصيل الجميلة في الأصل. إنها مشكلة بسيطة، لكن اللاعبين العائدين سيلاحظون ذلك بالتأكيد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن “Phendrana Drifts” وهو أحد المواقع الأكثر شهرة في تاريخ Metroid، لا يحتوي على نفس التأثير البصري مثل الأصل. لقد حاولنا يائسين معرفة السبب وراء ذلك، وعند النظر إلى اللعبة الأصلية، فقد تم بالفعل تخفيف تأثير تساقط الثلوج في النسخة المعاد تصميمها، وهي لا تبدو جميلة تمامًا، على حد قولنا. ومع ذلك، فبالنسبة لمعظم اللاعبين لن تمثل هذه المشكلات مشكلة كبيرة على الإطلاق، ومن الواضح أن الوافدين الجدد لن يلاحظوا ذلك.
بالانتقال إلى طريقة اللعب، تتميز النسخة المُعاد تصميمها بأنظمة تحكم متعددة لتناسب احتياجاتك الفردية. الطريقة الافتراضية هي تصميم جديد للعصا المزدوجة والذي يميل بشكل أقرب إلى ما تشعر به عادةً ألعاب إطلاق النار من منظور الشخص الأول في العصر الحديث (نعم، يمكنك عكس المحور X وY)، إنه في الواقع يعمل بشكل رائع ومن المحتمل أن يختاره معظم اللاعبين.
لديك أيضًا المخطط “الكلاسيكي”، الذي يتطلع إلى تكرار عناصر تحكم GameCube الأصلية. في الحقيقة إذا لم تكن تلعب اللعبة الأصلية باستمرار على مدار السنوات السابقة فسيكون من الصعب العودة إلى طريقة التحكم هذه. إنها تبدو قديمة جدًا مقارنة بطريقة العصا المزدوجة، لأنك غير قادر على التصويب أثناء الحركة. بالمناسبة، حاولنا استخدام لوحة GameCube مع محول USB، وعلى الرغم من أنها تتضمن قدرًا لا بأس به من التغيير والتبديل، إلا أنك قادر على إعادة تعيين الأشياء بشكل مناسب داخل اللعبة (باستثناء قائمة الإيقاف المؤقت) للحصول على تجربة تحكم “OG” حقيقية.
ثم لديك عناصر التحكم في الحركة، ولسوء الحظ، يحزننا القول أن هذه العناصر لا تعمل حقًا كما كانت تعمل على جهاز “Wii”. إذا كنت تتذكر، فقد قدمت لعبة “Metroid Prime 3: Corruption” وإصدار “Metroid Prime Trilogy” اللاحق وضعًا “متقدمًا” لعناصر التحكم في الحركة، وهذا من شأنه أن يعزز بشكل فعال حساسية تصويبك وحركتك. كان استخدام مؤشر الأشعة تحت الحمراء الخاص بـ “Wiimote” أمرًا طبيعيًا جدًا وكان هذا سببًا كبيرًا وراء الشعور بأن إصدار “Wii” من “Metroid Prime” أكثر تحديدًا من إصدار “GameCube” الأصلي، على الأقل في قسم التحكم. ومع ذلك، فإن عناصر التحكم الجيروسكوبية هنا لا تقدم نفس الخيار “المتقدم” سريع الاستجابة مثل إصدار “Wii”، مما يعني أن عملية الدوران تبدو وكأنها عمل روتيني، حتى لو قمت بزيادة حساسية المؤشر الذي يظهر على الشاشة. تحتاج أيضًا إلى إعادة ضبط المؤشر هنا عندما يضيع وهو تخفيض آخر مقارنة بالتصويب بالأشعة تحت الحمراء لـ “Wii”. نصيحتنا لك التزم بنظام التحكم المزدوج الجديد وستكون كل الأمور على مايرام.
ومع ذلك، فإن السحر الحقيقي لـ “Metroid Prime Remastered” يكمن في طريقة اللعب لحظة بلحظة. إذا لم تكن قد لعبت النسخة الأصلية من قبل، فأنت في انتظار متعة حقيقية. ما فعله “Retro Studios” بهذا العنوان ليس أقل من معجزة، حيث أخذ جوهر اللب والجذور وجلب الامتيازات والايجابيات في لعبة ثنائية الأبعاد وتنفيذه بشكل جميل في بيئة ثلاثية الأبعاد بالكامل. مثل أي لعبة Metroid رائعة، هناك قدر جيد من التراجع أثناء تنقلك في العديد من المناطق الأحيائية الفريدة، وليس هناك حقًا شعور أعظم من اكتساب قدرة جديدة أو تعزيز القوة وإدراك أنه يمكنك الآن الوصول إلى مجموعة من المناطق الجديدة التي كانت محظورة سابقًا عنك.
ويمتد المستوى العالي من العناية والاهتمام أيضًا إلى أسلوب القتال الرائع في اللعبة. عند مقارنتها بالعناوين الأخرى من أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين مثل Halo: Combat Evolved وTimesplitters 2، تجاهلت “Metroid Prime” متطلبات الدقة في التصويب لصالح ميزة القفل البارعة. من خلال تمكين اللاعب من مهاجمة عدو واحد في كل مرة، تم التركيز بشكل أكبر على الحركة والمراوغة، مما يسمح لك بالهجوم دون إغفال هدفك. أضف إلى ذلك القدرة على تغيير الأسلحة والأقنعة بسرعة، وسيظل القتال في “Metroid Prime Remastered” استثنائيًا.
الميزة الضخمة هي ميزة المسح الضوئي في اللعبة، وهي خاصية عظيمة في “Metroid”، وتعد هذه الميزة فريدة تماما لسلسلة Prime الفرعية ويسمح لـ “Samus” بالحصول على معلومات حيوية عن بيئة الحيوانات والنباتات. ما عليك سوى اختيار حاجب المسح الضوئي الخاص بك، والبحث عن الأشياء القابلة للمسح الضوئي مع رمز برتقالي أو أحمر متصل بها، وملء “noggin” الخاص بك بالحقائق المثيرة. على عكس المشاهد أو السجلات الصوتية، فهي ميزة غير تداخلية بشكل ملحوظ. إذا لم تكن منزعجا من ذلك، فيمكنك شق طريقك عبر اللعبة دون عناء خارج الأقسام الإلزامية العرضية، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى تعلم أي شيء وكل شيء عن عالم “Tallon IV”، فهو من الآليات صغيرة الرائعة نأمل بصدق أن يعود في “Metroid Prime 4”.
سيتذكر عشاق اللعبة الأصلية ونظيرتها “Wii” أن “Retro Studios” تضمنت ميزة معرض واسعة النطاق إلى حد ما تحتوي على مفهوم فني جميل من تطوير عنوان اللعبة. تتوسع النسخة المعاد تصميمها بشكل كبير، حيث تضيف معرضًا للموسيقى التصويرية وعارض نماذج ثلاثي الأبعاد. عندما تصادف المزيد والمزيد من الأعداء في اللعبة، يمكنك الانتقال إلى عارض النماذج والتحقق من ميزاتهم الغريبة بتفاصيل رائعة (إنها أشياء رائعة حقًا). من خلال المفهوم الفني نفسه، فقد وفر الفريق أيضًا بسخاء عناصر ومواد من التطوير الأصلي للعبة لـ “GameCube” ومن النسخة المعدلة الجديدة أيضا في صالات عرض منفصلة، لذلك هناك الكثير من الأشياء التي يمكن لعشاق “Prime” أن يغرقوا فيها.
::: الخلاصة :::
وأخيرا مع لعبة “Metroid Prime Remastered“، تم تحقيق ما يبدو مستحيلًا، فلقد تم تحسين التحفة الفنية. فالمشكلات البسيطة التي نواجهها فيما يتعلق بعناصر التحكم في الحركة والفوارق البصرية العرضية تتضاءل مقارنة بالتحسينات التي تم إجراؤها. التحسينات المرئية كانت واسعة النطاق، وصولاً إلى التفاصيل الصغيرة، وكلها تأتي معًا لإنشاء واحدة من أفضل الألعاب مظهرًا على Switch، سواءا كانت معدلة أم لا. يعمل إعداد التحكم المزدوج الجديد بشكل لا تشوبه شائبة لكل من اللاعبين القدامى والقادمين الجدد، ولكن إذا كنت ترغب في العودة إلى عناصر تحكم GameCube الأصلية، فهذا الخيار موجود أيضًا. مع خاصية العرض الموسعة لتجميع الأشياء، تبدو لعبة “Metroid Prime Remastered” وكأنها معيار جديد لكيفية تنشيط الألعاب القديمة بشكل مدروس لتلائم العصر الحديث.
::: تقييم موقع ArabGameX :::
:: النقاط الإيجابية (الايجابيات) ::
- تم تنفيذ إعداد العصا المزدوجة الجديدة بشكل ممتاز.
- المرئيات المتجددة تجعلها واحدة من أفضل ألعاب Switch من حيث المظهر.
- وضع المعرض موسع بشكل كبير.
- لا يزال فحص البيئة بحثًا عن المعلومات أمرًا جديدًا
- يظل القتال ممتازًا، مع وجود مجموعة واسعة من الأعداء الفريدين الذين يمكنك مواجهتهم
- واحدة من أكثر عمليات إعادة التصميم تفكيرًا التي رأيناها على الإطلاق
:: النقاط السلبية (السلبيات) ::
- لا تبدو أدوات التحكم في الحركة سريعة مثل إصدار Wii
- هناك زوجان من الفواق البصرية البسيطة
