لا يبدو أنه قد مضى ما يقرب من تسع سنوات منذ الإصدار الأصلي لـ Tekken 7، والتي لا تزال في الأروقة اليابانية. خلال هذه الفترة، حافظت اللعبة على تفاعل مجتمعها مع المحتوى الجديد وتحديثات جودة الحياة والدوائر التنافسية، مما يضمن مكانة مريحة بين المتحمسين. لكن مستوى الجودة المتوقع لنوع ألعاب القتال قد ارتفع وبطبيعة الحال حان الوقت لاتخاذ خطوة إلى الأمام. وبهذا الشعور، تم إصدار لعبة Tekken 8 إلى أجهزة الكمبيوتر الشخصية (Steam) وPlayStation 5 وXbox Series X/S في 26 يناير 2024.
تستخدم اللعبة قوة محرك الألعاب “Unreal Engine 5” لتقديم مستوى أعلى في الدقة البصرية، وإعادة صياغة نماذج جميع شخصياتها. علاوة على ذلك، فإنها تعمل أيضًا على تحسين آلياتها لتقديم مباريات أكثر إثارة وجاذبية للاعبين الجدد. والنتيجة هي لعبة قتال مشروعة للجيل الجديد، الذي يهتم بمتطلبات جمهوره ويقدم أدوات موثوقة لتعزيز مجتمعه لسنوات قادمة.
-| القصة: |-
على غرار سابقتها، تقدم Tekken 8 قصة سينمائية عن تواصل العلاقة العائلية المضطربة بين “ميشيما Mishima” و”كازاما Kazama”. الآن دون أي عقبات في طريقه، يصل “كازويا Kazuya” إلى ذروة قوته ويروج لبطولة جديدة للفنون القتالية للمقاتلين من جميع أنحاء العالم لإثبات جدارتهم في عصره الجديد من الطغيان، مع إضافة تفصيل إضافي وهو أن الخاسرين سيُهلكون أوطانهم.
وفي خضم ذلك، يواجه ابنه “جين كازاما Jin Kazama”، الذي لا يزال يعاني من الصراعات الداخلية بسبب دماء الأبرياء التي أراقها في الماضي، رحلة قبول للسيطرة على الجين الشيطاني والتكفير عن خطاياه، فيواجه “كازويا Kazuya” مرة واحدة وبشكل نهائي. وهنا تبدأ القصة السينمائية بالصراع بين الأب والابن، حيث تمزج بين المشاهد المعروضة مسبقًا مع الحركة في الوقت الحقيقي لتقديم تجربة سينمائية وملحمية.
الحقيقة يجب أن تُقال، لم تكن Tekken أبدا هي الأفضل في الحبكة الدرامية على الإطلاق، لذا من الآمن الاستمتاع بقصة اللعبة الجديدة مع وضع قدميك على الأرض، والتحكم في التوقعات. المشاهد جميلة وهناك بالفعل معارك مثيرة للغاية، خاصة في المرحلة النهائية، مما يجعل التجربة تستحق العناء. ومع ذلك، فإن القصة قصيرة، ويمكن إكمالها في حوالي ثلاث ساعات من اللعب، وتتصاعد الأحداث بسرعة كبيرة. والنتيجة هي أن السيناريو يستخدم شخصياته بشكل سيء للغاية، وهو أمر مؤسف بالنظر إلى مشاركة الوافدين الجدد أمثال Reina وVictor وAzucena.
:::!! مراجعة لعبة Tekken 8 !!:::
منذ أن تم الكشف عنها، جذبت “Reina” الانتباه بسرعة لتصميمها وشخصيتها المهيبة، بالإضافة إلى علاقتها المفترضة مع “هيهاتشي ميشيما Heihachi Mishima”. الشخصية المذهلة، لكن مشاركتها في القصة تترك شيئًا مما هو مرغوب فيه وينتهي الأمر باللاعبين بأسئلة أكثر من الإجابات. وينطبق هذا أيضًا على “Jun Kazama”، والدة “Jin” التي نجت بطريقة ما ولم تساير اللعبة هذا الحدث. كما أن العاطفة الرخيصة بين الشخصيات غير مقنعة، وكل شيء يحدث من أجل مواصلة السيناريو. ومن المهم أيضًا أن “Jin” يتمتع بشخصية جذابة كالصخرة ولها تأثير كبير على اللعبة، لذا فإن القصة التي يقوم ببطولتها يجب أن تجذب انتباه اللاعبين.
ولكن حتى لا نكون غير منصفين، فإن القصة لها أيضًا لحظات مثيرة للاهتمام. وكما قلنا من قبل، فإن المشاهد متقنة ومثيرة، وتسعى اللعبة أيضًا إلى تغيير طريقة اللعب قليلاً. لدى محبي الأوضاع الكلاسيكية مثل “Tekken Force” أسباب تجعلهم متحمسين لها، وهناك أيضًا نكات ومواقف تشير إلى ألعاب شهيرة في السلسلة، بما في ذلك “Tekken 5”.
تتميز اللعبة أيضًا بوضع موازٍ، حلقات الشخصيات، والذي يقدم سلسلة قصيرة من المعارك. عند الوصول إلى النهاية، يمكن للاعب مشاهدة نهاية متحركة عالية الجودة لكل مقاتل. المشكلة الوحيدة هي أنه ليس من المنطقي أن تكون هذه الطريقة منفصلة عن لعبة Arcade التقليدية، والتي ينتهي بها الأمر إلى أن تصبح قديمة.
إقرأ أيضا:
مراجعة لعبة Skull and Bones
نشاط آخر أثار فضول الجمهور هو Arcade Quest. هنا، يمكن للاعبين إنشاء صورة رمزية لطيفة وتجربة القليل من ثقافة “الآركيد”، وزيارة منازل مختلفة لاكتشاف اللاعبين وتعلم أساسيات Tekken. الهدف هو أن تصبح قويًا بما يكفي لتعتلي المنصة في جولة Tekken العالمية، والتي تعد أيضًا بطولة العالم في عالم اللعبة. القصة سخيفة جدًا ويمكن نسيانها، وقد تستغرق حوالي ساعتين إذا كانت لديك خبرة في الألعاب القتالية.
تتمثل مهمة Arcade Quest في توجيه اللاعبين الذين لم يسبق لهم الاتصال بـ Tekken، لدرجة أن البرامج التعليمية متاحة فقط في هذا الوضع. هذا غير بديهي بعض الشيء ويمكن أن يسبب الارتباك في البداية. هناك شخصية غير قابلة للعب ترافق اللاعب وتعلمه التقنيات أثناء صعودنا في الرتب، وتتطرق إلى موضوعات مثل بداية السرد والعقوبات. من الرائع أنه يوجه التعاليم إلى الشخصية التي نستخدمها، لذلك من الممكن حقًا أن نتعلم منه شيئًا جديدًا.
إنها طريقة حسنة النية لتعليم المبتدئين، لكنني أشعر أنها ليست فعالة بقدر ما يمكن أن تكون. سيكون من المثير للاهتمام أن يتم توجيه التعلم من خلال إظهار حركات الشخصية المفيدة في الوضع المحايد ولها ميزة عند الدفاع، أو أي التسلسلات التي يمكن أن تكون قابلة للتطبيق للضغط على الخصم دون التعرض للعقاب. هناك هوس بإحداث الضرر واستخدام النظام الحراري، وليس بكيفية التصرف في المباراة.
من ناحية أخرى، غرفة التدريب كاملة تمامًا وتوفر وسائل راحة مرحب بها للغاية، مثل إمكانية تسليط الضوء على شيء ما من قائمة الأوامر أثناء التحكم في الشخصية. وهذا أمر ضروري لأن الشخصيات لديها العشرات من الحركات، ولكنها ليست بالضرورة ميزة جديدة في السلسلة. هناك أيضًا عرض لبيانات الإطار في الوقت الفعلي، للتحقق من مزايا وعيوب أزرار الدمى، والتدريب على العقاب الذي يتميز بالعديد من الحركات الأكثر استخدامًا من قبل المقاتلين في فريق العمل. إنه مفيد جدًا لأولئك الذين ما زالوا يتعلمون اللعبة ولا يعرفون كيفية إعداد الغرفة بالضبط.
هناك أيضًا تحديات مجمعة تعطي فكرة عن كيفية عمل كل شخصية، ومن الممتع جدًا تجربة القليل من كل منها. يمكن أيضًا للاعبين الذين لم يعتادوا على عناصر التحكم اختيار أسلوب أسهل، حيث يمكن تنفيذ تسلسلات محددة مسبقًا وضربات أقوى بضغطة زر واحدة. يتم تمكين هذا الوضع في أي وقت أثناء اللعبة بالضغط على L1، مما يزيل متاعب القوائم. إنها أيضًا ميزة مفيدة جدًا للجمهور العادي.
لاستكمال محتوى اللاعب الفردي، عادت لعبة Tekken Ball الكلاسيكية. هذا هو الوضع الذي يحاكي الكرة الطائرة الشاطئية، حيث يقوم المقاتلون بضربات لرمي الكرة في ملعب الخصم. إن ضرب الدمية الأخرى بالكرة هو الطريقة الوحيدة لإحداث الضرر بالخصم، لذا فهو عرض ممتع إذا كان لديك صديق لتستمتع باللعب معه. الانطباع هو أن Tekken 8 يمكن أن تقدم المزيد من المحتوى غير المتصل بالإنترنت، ولكن لحسن الحظ أنها تعوض ذلك في جوانب أخرى.
الشيء الجدير بالملاحظة هو أن اللعبة تحتوي على خيارات وصول مثيرة للاهتمام للغاية للأشخاص الذين يعانون من إعاقات بصرية، بما في ذلك الإعدادات لمستويات مختلفة من عمى الألوان. توجد أيضًا مرشحات قناع يتم فيها تعبئة الأحرف بخطوط رأسية وأفقية للتمييز بينها. إنه لأمر مؤسف أن تقتصر خيارات الوصول على المرشحات البصرية. المؤشرات الصوتية لتحديد موضع الشخصية، مثل تلك الموجودة في لعبة Street Fighter 6، على سبيل المثال، ستكون موضع ترحيب أيضًا.
-| مستوى جديد في المرئيات واللعب |-
لقد كانت سلسلة Tekken دائمًا مرجعًا في الرسومات منذ إصدار PlayStation 1. مع Tekken 8، أخذ فريق التطوير على محمل الجد مهمة تقديم لعبة قتال شرعية من الجيل الجديد. نماذج الشخصيات والسيناريوهات ملفتة للنظر نظرًا لجودتها البصرية، كل شيء جميل جدًا وحيوي. من الصعب جدًا التعرف على الجودة الرسومية لهذه اللعبة من مقاطع الفيديو الموجودة على الإنترنت، رؤيتها وهي تجري أمامك أمر مثير للإعجاب للغاية.
لقد فكر المطورون أيضًا كثيرًا في تأثيرات المباريات وإيقاعها، حيث أصبحت العدوانية الآن هي الكلمة الرئيسية للعبة. وينعكس هذا في نظامها الحراري، وهي حالة لا تتسبب فيها الشخصيات باحداث المزيد من الضرر بهجماتها فحسب، بل تفتح أيضًا حركات نهائية جديدة، مفيدة للمجموعات أو للضغط على الخصم، لأنها تميل إلى أن تكون إيجابية في الدفاع.
يمكن للاعبين تنشيط Heat بشكل محايد بمجرد الضغط على R1 فقط، أو استخدام هجمات محددة من قائمة الأوامر التي تؤدي إلى تنشيط يسمى “Heat Engagers”. بما أن هذا النظام يعمل على تسريع وتيرة المباراة ويسبب الكثير من الضرر حتى عند الدفاع، فهو مسؤول عن إملاء طرق التحرير والضغط على اللاعبين. ومن هنا يأتي الشعار العدواني للعبة الجديدة.
هذا النظام جعل حتى الشخصيات القديمة أكثر متعة وإسرافًا، مما أدى إلى إثراء ترساناتهم. لذلك، على الرغم من أنه من الممكن اللعب بمعرفة مسبقة واستخدام ذاكرة العضلات الخاصة بك، إلا أن هناك إمكانيات جديدة تغير تمامًا الطريقة التي نتحرك بها ونفكر بها أثناء الألعاب. أكثر من أي وقت مضى، تحتاج إلى تعلم الإجراءات المضادة للتعامل مع النظام الحراري لكل شخصية، وإلا فقد تصبح المعارك من جانب واحد تمامًا.
عاد أيضًا نظام Rage من الألعاب السابقة، مما يزيد من الضرر الذي تسببه الشخصية عندما تكون صحتها منخفضة ويفتح تقنية خاصة تدعى Rage Art، وهي في الأساس ميزة سينمائية خاصة تمتلكها جميع الشخصيات، والتي تم تقديمها في Tekken 7. مع كل هذه الأنظمة، Tekken 8 ليست فقط اللعبة الأكثر متعة في السلسلة من ناحية اللعب فحسب، ولكن أيضًا من ناحية المشاهدة. أحاطت “Bandai Namco” بملاحظات اللاعبين مما جعل اللعبة السابقة تحقق نجاحًا مطلقًا وذهبت إلى أبعد من ذلك بعدها، حيث قدمت اللعبة الأكثر إرضاءًا ومتعة وإتقانا في تاريخ اللسلسلة.
بالمناسبة، قائمة إطلاقها سخية للغاية وتحتوي على 32 مقاتلًا يمكن اختيارهم، مما يجعلها تتقدم بشكل واضح نسبيًا مقارنة بألعاب القتال الأخرى اليوم. بالطبع، معظمهم من الشخصيات العائدة، لكن القادمين الجدد في اللعبة ليسوا استثناءًا وهم من أكثر الشخصيات متعة التي تم تقديمها على الإطلاق في تاريخ السلسلة.
قام المطور أيضًا بتدوين ملاحظات بخصوص النظام البيئي عبر الإنترنت، ففي نهاية المطاف، انتهى الأمر باللعبة السابقة لتصبح قديمة حيث بدأت تقنيات مثل التراجع واللعب المتقاطع في الانتشار. ولضمان أن اللعبة لديها كل ما تحتاجه للعمل عند الإطلاق، فهي تأتي مع رمز شبكة موثوق وإمكانية الاقتران مع اللاعبين على أي منصة. حتى أن هناك خيارًا لضبط التراجع، مع إعطاء الأولوية للاستجابة أو الجودة المرئية.
نظرًا لأن اللعبة وصلت قبل أسابيع من هذه المراجعة، لم يكن من الممكن اختبار كيفية تحمل خوادم اللعبة للضغط عبر الإنترنت و التوفيق بين اللاعبين المتصلين، نظرًا لأن الخوادم كانت غير متصلة بالإنترنت. ولكن، هنا يجدر بنا أن نتذكر تجربة الإصدار التجريبي الأخير الذي حدث في أكتوبر من العام الماضي. شهدت الاختبارات الأولى مشاكل في التوفيق بين اللاعبين، مع وجود طوابير طويلة، لكن المطور سرعان ما قام بتصحيحها وكان من الممكن العثور على مباريات مرضية للغاية، حتى ضد خصوم من خارج دولتك. لذلك، من المتوقع أن تكون الجودة مساوية في النسخة النهائية.
-| هل الأمر يستحق ذلك؟ |-
وصلت Tekken 8 لتُحدث تغييرًا أكبر في موسم الإطلاق ما يُعتبر بالفعل “العصر الذهبي الجديد” لألعاب القتال. على الرغم من أن محتواها دون اتصال بالإنترنت أقل من المتوقع، إلا أن العنوان يقدم نظام قتال جذاب ولم تكن شخصياته ممتعة كما هي الآن. يعد العرض المرئي أيضًا أعلى بكثير من المتوسط ويحتل مكانة بارزة حتى عند مقارنته بالعديد من الإصدارات التي تعتبر، من الناحية النظرية، أبرز ما يميز الجيل الحالي من أجهزة الألعاب.
تستحق اللعبة أيضًا الثناء لأنها تضمن، منذ إطلاقها، ميزات أساسية مثل التراجع واللعب المشترك، مما يضمن نظامًا بيئيًا موثوقًا به لتعزيز المجتمعات مع مجموعة واسعة من اللاعبين المحتملين، دون حواجز بين المنصات. من الواضح جدًا أن “Bandai Namco” لاحظت الاتجاهات السائدة في السنوات الأخيرة وأحاطت علمًا بنقاط الضعف في سابقاتها. لقد عادت Tekken أكثر من أي وقت مضى وتتطلع إلى مستقبل واعدًا للغاية.
|: النقاط الإيجابية (الايجابيات) 😐
♦ صور ومرئيات رائعة.
♦ آليات اللعب مرضية.
♦ أفضل طاقم أساسي في تاريخ اللعبة.
♦ دعم استعادة رمز الشبكة واللعب المشترك عند الإطلاق.
♦ الترجمة للغة العربية.
|: النقاط السلبية (السلبيات) 😐
♦ محتوى سطحي غير متصل بالإنترنت.
♦ القصة مستعجلة للغاية وتستغل شخصياتها بشكل سيء.
تم إصدار اللعبة في 26 يناير 2024 على أجهزة PlayStation 5 وXbox Series S/X وأيضًا على أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
